بسم الله الرحمان الرحيم
التربية التواصلية:
أولا: الوضعية المشكلة:
نسمع أو نشاهد بين الفينة والأخرى أناسا يتناقشون في ندوات أو منتديات حول قضية: " عمل المرأة "؛ موظفة، أستاذة، مديرة، طبيبة، عاملة... فتجد أحدهم يقبل ذلك ويدافع عنه بمجموعة من الأدلة، وتجد آخرين يرفضون؛ فهل أنت مع من يقبل؟ أو مع من يرفض ؟ ولماذا؟
الفرضيات:
- معه، لأن .......؟
- ضده، لأن ......؟
- ثم أثناء النقاش، نرى إلى أي حد التزم المتعلمون بآداب وضوابط وقواعد الاختلاف؟ وهل أحسن معظمهم تدبيره ؟
- ومن ثم يُنْتَظَرُ من هذا الدرس أن يُدْركَ التلاميذ في نهايته الأخطاء التي ارتكبها بعضهم أو معظمهم أثناء اختلافهم في قضية الوضعية وأن يعالجوها ويقوِّموها ويصححوها...
ثانيا: القراءة والفهم: الآية 213 من سورة البقرة ؛
أ. قاموس المفاهيم:
- كان الناس أمة واحدة: كانوا على دين واحد، على الإيمان، على ملة آدم عليه السلام... فاختلفوا بأن آمن بعض وكفر بعض. فبعث الله النبيئين ...
- مبشرين: من آمن بالجنة؛
- ومنذرين: محذرين من كفر بالنار؛
- الكتاب: الكتب السماوية؛
- البينات: الحجج والأحكام الظاهرة القاطعة الدالة على صدق الكتاب؛
- بغيا بينهم: عدوانا وظلما وحسدا من الكافرين للمومنين.
ب. المضامين والأحكام العامة للنص:
- كان الناس أمة واحدة،
متفقين على الإيمان بالله ثم اختلفوا في دينهم، بأن آمن بعض وكفر بعض؛
- فبعث الله النبيين دعاة
لدين الله، مبشرين مَن آمن بالجنة، ومحذرين من كفر بالنار، وأنزل معهم الكتب السماوية
بالحق الذي اشتملت عليه، ليحكموا بما فيها بين الناس فيما اختلفوا فيه؛
- اخْتَلَف في أمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه ظلمًا
وحسدًا الذين أعطاهم الله التوراة، وعرفوا
ما فيها من الحجج والأحكام؛
- وفَّق
الله المؤمنين بفضله إلى تمييز الحق من الباطل، ومعرفة ما اختلفوا فيه،
والله يوفِّق من يشاء من عباده إلى طريق الحق.
ثالثا: التحليل
المحور الأول: مفهوم الاختلاف وأسبابه
أ- الاختلاف لغة ضد الاتفاق، وهو التباين أي أن يذهب الواحد إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر؛
واصطلاحا: هو التباين في الرأي بين طرفين أو أكثر بسبب اختلاف الوسائل، وينبع ذلك من تفاوت أفهام الناس وتباين مداركهم العقلية.
ب- الخلاف لغة هو المضادة؛
واصطلاحا: هو أن يأخذ كل واحد من المختلفين طريقا غير طريق صاحبه ويُخاَلِفُهُ في وسائله وغاياته ومقاصده...
ج- الفرق بينهما من خلال تعريفهما:
في الاختلاف يكون مقصود المختلفين واحدا، والطريق والوسيلة مختلفة؛ بينما في الخلاف يكون الافتراق بينهم في الوسائل والغايات معاً.
د- أسباب الاختلاف: نستخلصها من النصوص الشرعية التالية؛
1- قال تعالى:" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " سورة هود: 118.
2- قال الله تعالى:" قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب" سورة الزمر الآية: 9.
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى...} رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
1- قال تعالى:" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " سورة هود: 118.
2- قال الله تعالى:" قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب" سورة الزمر الآية: 9.
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى...} رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
4- يقول سبحانه وتعالى:" ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب مهين" آل عمران: 105.
استخلص أسباب الاختلاف المتضمنة في هذه النصوص؟ والكلمات الدالة عليها؟
- من النص الأول: النزعة الفردية للإنسان وهي شعور الإنسان بذات معنوية مستقلة عن الآخرين، مما يدفعه إلى التميز والاختلاف عن غيره في القناعات والتوجهات الفكرية؛ وما يدل على ذلك "... ولا يزالون مختلفين..."
- من الآية الثانية: تفاوت أفهام الناس ومداركهم، فالله تعالى خلق الناس مختلفين في مداركهم العقلية ومتفاوتين في مهاراتهم ومواهبهم..." قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..." الآية.
- من الحديث الشريف: اختلاف أغراض الناس ومقاصدهم ومصالحهم، فما هو مصلحة لفلان ليس بالضرورة فيه مصلحة لغيره وهكذا... " إنما الأعمال بالنيات..." الحديث.
- من النص الرابع: تباين المعتقدات والمواقف، أي المبادئ والقناعات التي يؤمن بها كل إنسان والتي يكون مستعدا للتضحية من أجل الدفاع عنها وتحقيقها، وكل واحد منا له مبادِئُه وقناعاته، ويجب أن ننتبه ألا نعتقد أمورا باطله حرمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..." وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم..." الآية.
المحور الثاني: موقف الإسلام من الاختلاف
إن كان صادرا من أهله وفي محله وبآدابه فهو اختلاف محمود مقبول في الشرع؛ وما لم يصدر مما ذكر فهو خلاف مذموم مرفوض شرعا؛ وفي الجدول التالي بيان لأهم خصائص الاختلاف المقبول والخلاف المذموم:
المحور الثالث: من آداب وضوابط الاختلاف في الإسلام
المحور الرابع: قواعد تدبير الاختلاف
- من النص الأول: النزعة الفردية للإنسان وهي شعور الإنسان بذات معنوية مستقلة عن الآخرين، مما يدفعه إلى التميز والاختلاف عن غيره في القناعات والتوجهات الفكرية؛ وما يدل على ذلك "... ولا يزالون مختلفين..."
- من الآية الثانية: تفاوت أفهام الناس ومداركهم، فالله تعالى خلق الناس مختلفين في مداركهم العقلية ومتفاوتين في مهاراتهم ومواهبهم..." قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..." الآية.
- من الحديث الشريف: اختلاف أغراض الناس ومقاصدهم ومصالحهم، فما هو مصلحة لفلان ليس بالضرورة فيه مصلحة لغيره وهكذا... " إنما الأعمال بالنيات..." الحديث.
- من النص الرابع: تباين المعتقدات والمواقف، أي المبادئ والقناعات التي يؤمن بها كل إنسان والتي يكون مستعدا للتضحية من أجل الدفاع عنها وتحقيقها، وكل واحد منا له مبادِئُه وقناعاته، ويجب أن ننتبه ألا نعتقد أمورا باطله حرمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..." وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم..." الآية.
المحور الثاني: موقف الإسلام من الاختلاف
إن كان صادرا من أهله وفي محله وبآدابه فهو اختلاف محمود مقبول في الشرع؛ وما لم يصدر مما ذكر فهو خلاف مذموم مرفوض شرعا؛ وفي الجدول التالي بيان لأهم خصائص الاختلاف المقبول والخلاف المذموم:
خصائص الاختلاف المحمود المقبول
|
خصائص الخلاف المذموم المرفوض
|
- يكون نابعا من تباين
في الفهم بسبب إشكال لفظي أو تعدد دلالات الألفاظ القرآنية أو الحديثية وفق
اللسان العربي؛
|
- يكون نابعا عن
تحكم في دلالات الألفاظ القرآنية والحديثية وتعسف في تأويلها خارج معناها الذي
تحتمله؛
|
- صادر من أهله وهم
العلماء والمختصون، وفي محله وهي الأمور الظنية والمتغيرات، وبآدابه.
|
- فيه اتباع للهوى وتحكيم للرأي، صادر عن جهل
وواقع في غير محله وهي الأمور القطعية والأصول الثابتة، وبغير أدب.
|
التسامح
|
قبول الآخر
|
الحياء
|
الإنصاف
|
هو خُلُق يرتفع به المسلم عن التعصب للرأي إلى
مستوى التطاوع والحوار البناء، من غير أن يتخلى عن دينه وقيمه ومبادئه...
|
بتقدير الآخر المختلف واحترامه والاعتراف بحقه
في إبداء رأيه والتعبير عن ذاته من غير استهزاء منه...
|
خلق وشعبة من الإيمان، يمنع صاحبه من الاغترار
برأيه ويدفعه إلى التواضع وحسن الإنصات للآخرين...
|
هي قدرة الشخص على الاعتراف بالخطأ والخضوع
للحق وتصويب الرأي الذي صَحَّ دليله ...
|
تدبير الاختلاف: هو حسن التصرف أثناء الاختلاف بمراعاة أفكار الآخر بما لا يُخِلُّ بأحكام الإيمان بالله تعالى.
ومن ثم فقواعد تدبير الاختلاف: هي إجراءات عملية حسنة، يجب التحلي بها من قبل المختلفين تجنبا للوقوع في الخلاف المذموم، أهمها:
ضبط النفس
|
العلم بموضوع الاختلاف
|
التفاوض
|
التحكيم
|
هو التحكم فيها، بتجنب الغضب والعنف في
المعاملة، والتحلي بالرفق والأناة مع الآخرين.
|
هو من أهم شروط التحاور، فالمسلم يتورع عن
الخوض في أمور لا يعلمها، ويستفسر عما لا يفهمه.
|
هو تداول للكلام وتشخيص لعوامل الاختلاف
وتسويتها باكتشاف النقط المتفق حولها والتعاون فيها، بما يحفظ كرامة الطرفين
المختلفين.
|
هو تفويض المختلفين شخصا يتحلى بالثقة والعلم والأمانة والحكمة والعدل للفصل في موضوع اختلافهم والإصلاح بينهم.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق