مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي - الدرس النظري والأنشطة والتطبيقي-

بسم الله الرحمان لرحيم

مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي – الدرس النظري – 

   تحليل الدرس:

أولا : مفهوم الاستخلاف في المال في التصور الاسلامي .

أ‌.  مفهوم الاستخلاف العام:

  - خلافة وخليفة... أي النائب والوكيل والأمين ، فالخلافة مهمة الإنسان الوجودية قال تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " البقرة: 30.   وعليه أن يقوم بأمانة الاستخلاف وهي العبادة ، " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" الآية 56 من سورة الذاريات ، وعمران الأرض بالعدل والقسط ، وذلك بمقتضى العهد الذي أخذه الإنسان على نفسه مع خالقه، قال تعالى:" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " الأحزاب: 72.  والاستخلاف في المال فرع من الاستخلاف العام.

• مفهوم المال في الإسلام:

- يشمل المال كل ما يرغب الناس في اقتنائه وامتلاكه من الأِشياء، أو كل ما ينتفعون به  وله قيمة عندهم، ويجيزه الشرع، فالإبل مال، والبقر مال، والغنم مال، والضياع مال، والنخيل مال، والذهب والفضة والنقود مال .

• مفهوم الاستخلاف في المال:

- وهو توكيل الله تعالى - مُنْشِئُ وخالق المال - الإنسان بالتصرف فيما أودعه عنده من مال، بمقتضى أمره وشرطه المُبَيَّن في شريعته  سبحانه.

ب‌. أسس مبدأ الاستخلاف في المال:  

استخلصوها من الآيتين التاليتين: قال  تعالى: " ...  وآتوهم  من مال الله الذي آتاكم " . النور:33 . والآية نص الإنطلاق . 

- يقوم هذا المبدأ ويتأسس على حقيقتين متكاملتين هما :

• أن المال مال الله:

فيترتب عن هذا، أن الإسلام يرفع يد الإنسان ، ويجرده من التملك الحقيقي، ويعتبر المال الذي في حوزته في حكم الوديعة أو العارية . أي أنَّ تَمَلُّكَ الإنسان للمال مجازي، وهذا يحيلنا إلى الحقيقة الثانية وهي :

• أن الإنسان مستخلف في المال:

 فيترتب عن هذا ، أنه على الإنسان أن يقوم بمهام الاستخلاف ضمن الحدود التي وضعها الإسلام وقرها ، بأن يخضع في تصرفاته المالية لشرع الله القائم على التوازن والاعتدال ، الذي هو حق بين باطلين؛ مثال للتوازن والاعتدال في الإنفاق: تحريم الإسراف والتبذير والترف والبخل والإحتكار والغش والظلم ... لأن ذلك يؤدي إلى الإستغلال والفساد .. " كي لا يكون دولة بين الأغنياء " سورة الحشر:7.، أما إذا جمع المال بالطرق المشروعة، وأنفق منه بالاعتدال، فهو مصون في يد صاحبه، والمجتمع يحترم هذا النوع من الملكية، " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " البقرة: 188.

ثانيا: أهمية المال وقيمته في الحياة الإنسانية : تؤسس الرؤية الإسلامية للمال على حقيقتين متكاملتين : نستخلصهما من هذه الآيات ؛

• قال تعالى: "  ولا توتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما " وقال جل وعلا:" المالُ والبنونَ زينة الحياة الدنيا  والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " الكهف: 46

•  وقال عز وجل: " زين للناس حب الشهوات من ..." آل عمران: 14.

•  وقال عز وجل: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة ..." التغابن: 15.

- أن المال قوام الحياة الإنسانية:

- أنه شهوة وفتنة:

ثالثا: أثر مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل المجتمع مع المال .

جربت البشرية عدة أنظمة اقتصادية واجتماعية إلا أنها لم تحقق العدالة والتضامن الإجتماعيين:

• فالنظام الرأسمالي اللبيرالي:   

  يقوم على قوانين السوق والذي تكون فيه الغلبة للأقوى كان من نتائج توجهاته حصول تفاوت طبقي خطير من خلال استئثار فئة قليلة من المجتمع على ثروة الدولة وغياب العدالة والتكافل الإجتماعيين . 

المال غاية، وفي سبيل الحصول عليه يجوز كل شيئ . يشجع فقط التمك الفردي للمال ...

•  بينما النظام الإشتراكي الشيوعي:

   يقوم على فرض قوانين اقتصادية على المجتمع مما نتج عنه ضياع مصالح الأفراد وحقهم في التملك ، واستئثار الطبقة الحاكمة على مدخرات الدولة . ضرب الملكية الفردية ...

• أما النظام الاقتصادي الإسلامي:

  ومن خلال “ مبدأ الاستخلاف في المال ” فهو  نظام متكامل معتدل متوازن وسطي، يوفق بين الدوافع الذاتية والمصالح الإجتماعية ، حيث إنه :

• لم يلغي الملكية الفردية بل شجعها وأقرها وحماها بمنظومة تشريعية عادلة ، ونبه إلى أن الأهم  فيها هو حصول الإنسان على كفايته " الحديث " وهل لك يا بن آدم من مالك إلا ما أكلت فأبليت أو لبست فأبليت .؛

• اعتبر التكافل الإجتماعي واجبا  شرعيا  كفائيا على الفرد والجماعة ، وحققه من خلال تشريع العبادات المالية الواجبة كالزكاة والنفقات الواجبة، والصدقات التطوعية والعقود التبرعية ... " الحديث ": أو تصدقت فأبقيت "، وفي هذا حماية لحقوق الفقراء والمحتاجين؛

• اعتمد توزيعا عادلا ومتوازنا لثروات ومدخرات الدولة . من خلال أمره بإقامة العدل والقسط في المجتمع؛

• تشريع قانون الحسبة من أجل محاسبة ناهبي المال العام ورد الحقوق المغتصبة لأهلها.

رابعا: كيف يهذب الإسلام غريزة التملك ؟

• قال تعالى:" زين للناس .. والله عنده حسن المآب " آل عمران : 14 .

• وقال جل وعلا:" إنما أموالكم .. والله عنده أجر عظيم " التغابن : 15 .

• وقال عز وجل : " ياأيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " الإنشقاق:6.

سؤال: علام يعتمد منهج الإسلام في تهذيب غريزة التملك ؟ وما هو أهم أساساته ومقوماته؟

الجواب: يقوم ويعتمد على:

• ربط المسلم في كل تصرفاته بالله تعالى واليوم الآخر، وهو أهم أساس ومرتكز.

• ربط المسلم بمنظومة تشريعية متكاملة متوازنة تضبط تصرفاته في كسبه للمال وإنفاقه.

• لا يلغي غريزة حب التملك بل يهذبها عن طريق التعبئة الروحية والتربية الإيمانية.

• تحويل غريزة التملك من وسيلة لتحقيق المنفعة على حساب الآخرين إلى أداة لتحقيق المنفعة عبر خدمة الآخرين .

مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي - درس الأنشطة حصة الإعداد -

أولا: توضيحات

• نوع النشاط: إعداد ملف.

• تعريفه : مجموعة من البحوث والأوراق والوثائق والتقارير التي تتكامل في تناول موضوع معين بالمعالجة العلمية . س : بما يتميز ؟ بانفتاحه وقبوله للتعديل والتطوير .

• أهدافه: -  إثبات الجدوى التنموية للقرض الحسن - التدرب على إنتاج ملف بحث للإستثمار والعرض  - تنمية  روح  العمل الجماعي التعاوني . 

• موضوعه :  دور القرض الحسن في التنمية والتكافل .

• مكونات الملف:

- ملف الوثائق والبحوث المستثمرة .

- تقارير لقاءات عمل الفريق .

- نتائج البحث: الورقات الثلاث .

- شبكة تقويم عمل الفريق .

ثانيا: أهم مراحل إعداد الملف  

• تكوين مجموعات العمل .

• اختيار المنسق والمقرر .

• تصميم الملف : -  دراسة موضوع النشاط وتحديد إشكاليته ؛ - تحديد مكونات ومحاور الملف { الورقات الثلاث: الأولى حول تعريف القرض الحسن وفوائده، الثانية حول ظاهرة القرض الحسن في الواقع ، والثالثة ورقة تقترح حلولا لتنمية القرض الحسن } .

• تحديد لائحة المصادر والمراجع المعتمد عليها.

ثالثا: مراحل إنجاز الملف

أنقل الجدول الذي في أعلى الصفحة : 87 من الكتاب المدرسي .

الدرس التطبيقي : البعد الاجتماعي لمفهوم الملكية في الإسلام .

1. قاموس المفاهيم:

• بخلقه وإنشائه : إِيجَادِهِ مِنْ عَدَمٍ ، إنشائه من  أنشأ  ينشئ أي إيجاده ، مثل قوله تعالى: (إنا أنشأناهن إنشاء ) سورة الواقعة : 35 ، أي أوجدناهن إيجادا.

• ولاكم إياها: الوَلاَءُ : المِلْكُ  ، أي مَلَّكَكُمْ إياها .

• خولكم: منحكم وأعطاكم وأكسبكم وفضلكم ، خَوَّلهُ حَقّاً: أَكْسَبَهُ إِيَّاه ، مَنَحَهُ إِيَّاهُ ، أَعطَاهُ إِيَّاهُ مُتَفضِّلاً ، قال تعالى: { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ  } الزمر : 8 .

• حقوق الله : كالزكاة والنذور والكفارات والنفقات الواجبة على الأهل ...

• الشيوع : الإشتراك  والمشاركة .

• بلا منة : قال تعالى: { لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى } البقرة: 264 « المن»  إظهار أنك مانّ عليه ، وأنك فوقه بإعطائك إياه ؛ و  «الأذى»  أن تذكر ما تصدقت به عند الناس فيتأذى به ..

• ولا ابتذال : ابتذله امتهنه ، احتقره ، حطَّ من شأنه وقيمته .

2. القضايا العامة للنصين، ص: 84

النص: 1 – تعد الأموال التي في أيدينا أموال الله لأنه هو من أوجدها وخلقها وأنشأها.

النص: 2 – اعتبار ملكية المال مشتركة بين الأغنياء والفقراء .

•          الأفكار الجزئية للنصيين نفس ص :

الأول:  - منحنا الله تعالى الأموال للإستمتاع بها، ووكلنا بالتصرف فيها.

         - تجريد الإنسان من الملك الحقيقي للمال.

         - وجوب الإنفاق من المال فيما شرع الله تعالى. 

الثاني:  -  ما يملكه الأغنياء من مال فيه نصيب وحق للفقراء وَجَبَ إعطاؤهم إياه، حفظا  لكرامتهم بلا احتقار أو تعال؛ ومن هذه الحقوق: الزكاة والكفارات ...

3. العلاقة بين النصين:

• إن المالك الحقيقي للمال هو الله تعالى، بفضله وكرمه سبحانه استخلف  فيه الإنسان  - في النص الأول - ، وأمره بالإنفاق منه تحقيقا للتكافل الإجتماعي والعدل والكرامة الإنسانية - من النص الثاني- ، وهذه هي المرتكزات التي يقوم عليها مبدأ الاستخلاف في المال لترشيد تعامل المجتمع مع المال  وحل المشكلات الإجتماعية.

4. الحصيلة أو الخلاصة: وتتضمن القيم والمبادئ المُعلنة والضمنية الموجودة في النصين:

- قيمة و أمانة الخلافة والاستخلاف: التكريم والتفضيل الإلهي للإنسان: الأمانة - الطاعة - الإنقاق، هي قيم في النص الأول ؛

- التكافل والتضامن الاجتماعيين{ الشيوع } - الواجب { على الأغنياء ..} الحق { للضعفاء والفقراء } - الكرامة والقيمة الإنسانية و التوزيع العادل للثروات، قيم في النص الثاني.

5. ما رأيك وموقفك فيما جاء في النص الثاني، ص: 85، مُجيبا عن السؤال أسفل عنوان - أنتقذ الذي في ص: 85 . موظفا مكتسباتك من الدرس النظري والتطبيقي.

6. أسئلة للإعداد القبلي: - أكتب نصوص الدرس وقاموس المفاهيم، ص: 88 من الكتاب المدرسي في رحاب التربية الإسلامية.

-  عما نهى الله تعالى في الآية الأولى ؟ و إلى ما  دعا سبحانه فيها ؟

-   بما أمر الله تعالى في الآية الثانية ؟

-  عرف العقد ؟ وحدد معنى العقود العوضية ؟

- عرف هذه العقود العوضية؟ وحدد الفرق بينها؟ البيع والكراء والإيجارة والقراض؟

بقلم الاستاذ هشام بيرام

مدرس مادة التربية الاسلامية