يعتبر هذا الموضوع مهما لكونه يعالج ظاهرة بارزة في مجتمعنا يجب التحدث عنها وتقديم حلول لها وهذا ما سنتطرق له ونحاول تفصيله بإذن الله. وقد اتبعنا التصميم الآتي:
- مقدمة موضوع الندوة:
- تعريف التعبير عن الذات:
1- عوائق التعبير بين العوامل النفسية والإجتماعية:  
2- اقتراحات عملية لتجاوز عوائق التواصل النفسية والاجتماعية:
3- مقترحات عملية لترشيد أساليب التواصل:
- خاتمة الموضوع:
   قبل الشروع في المحاور سأعطيكم تعريفا لمفهوم الذات: هي بناء معرفي يتكون من أفكار الانسان عن مختلف جوانب شخصيته، وهي نشاط موحد مركب للإحساس والتذكر والتصور والشعور والتفكير ، يخضع بناؤها إلى توفر القدوة الحسنة ووجود الموعظة وضرب الأمثال والترغيب والترهيب ثم التأديب...
   أما مفهوم التعبير عن الذاتفهو قدرة الشخص على خلق هوية خاصة به تميزه عن غيره، يستطيع من خلالها أن يواجه الآخرين بكل ثقة، بعيدا عن الخوف والاضطراب النفسي وما إلى ذلك. فالله تعالى خلق الانسان وخلق له خواصا كثيرة، ولكل نفس طريقتها للتعبير عن ذاتها، كالغضب والفرح والحزن والسعادة، وهذا ما نعيشه في حياتنا اليومية، وفي المقابل هناك كثير من الناس لا يستطيعون التعبير عن ذواتهم مما يؤدي بهم إلى سلوك طريقين:
1. إما الصمت الذي يعتبر قنبلة موقوتة يمنكنها الانفجار في أي وقت ولا يمكن تقدير العواقب الوخيمة لذلك.
2. و إما إجراء محاولات فاشلة لعدم تنظيم الأفكار ... فعادة ما نسمع أن شخصا غير قادر على مواجهة موقف ما أو البدء في حوار ما والسبب يعود لكونه لا يملك الهوية الخاصة به، التي يستطيع من خلالها أن يمارس فعل التعبير.
 بعد تعريف الذات والتعبير عنها، ننتقل إلى عرض محاور الندوة.
المحور 1: عوائق التعبير بين العوامل النفسية والاجتماعية

المعيقات النفسية:
هي أن يكون الشخص مثلا مصابا بالقلق المرضي أو الوسواس القهري أو أي اضطرابات نفسية تعوق تعبيره عن ذاته بشكل سليم، أو أن يخاف من سخرية الآخرين عليه أو من الوقوع في الخطأ.
أما المعيقات الإجتماعية:
فتتمثل في كون البيئة المجتمعية مثلا لاتحتوي على مركبات ثقافية يمكن أن يُعَبِّرَ فيها الشخص عن أفكاره بمختلف الطرق، لأن التعبير عن الذات لا يقتصر على التعبير الشفهي فقط، فهناك من يعبر بالرسم أو الشعر أو الكتابة إلى غير ذلك، لأنه لكل واحد منا طريقته للتعبير عن ذاته فنحن مختلفون عن بعضنا وهذه من سنن الله في خلقه.
كما أن هناك من أفراد المجتمع من لايحترم غيره، فالناس دائما يبحثون عن مواطن السخرية ليستهزءوا بإخوانهم، ولا يحترمون قيم التواصل وضوابطه، فتجدهم يقاطعون حديثهم ويفرضون عليهم رأيهم ويعتبرون أنفسهم الأفضل وأنهم يعرفون كل شيئ ... وهذا يولد عند الآخرين شعور الذل والهوان والاحتقار أمام غيرهم.
المحور 2: اقتراحات عملية لتجاوز عوائق التواصل النفسية و الإجتماعية
لتجاوز عوائق التواصل يجب التركيز على عاملين أساسيين، هما الشخص عينه والمجتمع بأكمله:
 فعلى الشخص أن يؤمن بأن الله تعالى أعطاه الحق في التعبير، وأنه مختلف عن غيره، فربما يجيد أحد شيئا لا يجيد فعله أحد غيره والعكس صحيح، فإن كنت تعاني من هذه الحالة فعليك أن تبحث عن شيء كنت تستخدمه سابقا للتعبير عن ذاتك وتفتقده حاليا فقد يفيدك، لا تضيع وقتك في أحلامك وعش واقعك، واجهه بدون خوف، لا تستسلم لليأس وحاول مشاركة من هم أكثر منك خبرة من أقاربك ومعارفك وأصدقائك للبحث عن ذاتك، لا تأبه لكلام الآخرين و سخريتهم بك، ضع لنفسك غاية تريد الوصول إليها، عَبِّرْ عن نفسك وقل رأيك بطلاقة وهدوء دون خوف أو اضطراب...
أما المجتمع فعليه أن يحترم الآخرين ويقدرهم ويعطيهم  وقتهم في الكلام وألا يسخر منهم؛ وأن يقوم بإنشاء منتديات و فضاءات يستطيع أفراد المجتمع التعبير فيها عن أنفسهم وأن تكون في كل حي ومدينة، كما يجب على الأفراد مساعدة من يعانون من هذه المشكلة، بأن يقوموا بسلوكات مقبولة اجتماعيا وألا يجرحوا مشاعرهم وأن يخلقوا لديهم إحساسا عظيما بأنهم محبوبين ومقبولين اجتماعيا.
المحور 3: مقترحات عملية لترشيد أساليب التواصل
حتى نكتسب سلوكا تواصليا سليما علينا أن نحترم الآخر، وأن نعتبر أنفسنا متساوين حتى لا نتكبر عليه، أو نحس بالهوان أمامه، فأصلنا واحد، وعلينا أن نقوم بتوضيح أفكارنا و تدعيمها بالحجج والبراهين، وألا نفرض رأينا على الآخرين، وأن نكون صادقين فيما نقول، وأن نلتزم التَّوَاضُعَ والرفق وتحمل أذى الآخرين على فكرة كونهم غير واعين بذلك، ويجب علينا تقبل الآخر وحسن الانصات له واحترامه وعدم مقاطعته أو الاستهزاء به، وأن نبتسم في وجهه ونُحْسِنَ الاقبال عليه.  
      إن التواصل يقتضي الصراحة والبساطة في الحديث مع تنظيم عملية التفكير، وقيام الانسان بحوار مع ذاته قبل حواره مع الآخرين لأن أي اتصال مع الآخرين دون اتصال مع الذات غالبا ما تَنْتُجُ عنه مشاكل كثيرة... فحوار الانسان مع ذاته فعل إيجابي يعمل على تكميل شخصيته الداخلية والخارجية وَيَخْلُقُ لديه توازنا وتكاملا في صحته النفسية. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top